فصل: (سورة الكهف: الآيات 30- 31).

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة الكهف: آية 29].

{وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ نارًا أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ وَساءَتْ مُرْتَفَقًا (29)}.
ومنه قوله تعالى: {وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}.
{وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ}: الحق خبر مبتدأ محذوف. والمعنى: جاء الحق وزاحت العلل فلم يبق إلا اختياركم لأنفسكم ما شئتم من الأخذ في طريق النجاة أو في طريق الهلاك. وجيء بلفظ الأمر والتخيير، لأنه لما مكن من اختيار أيهما شاء، فكأنه مخير مأمور بأن يتخير ما شاء من النجدين. شبه ما يحيط بهم من النار بالسرادق، وهو الحجرة التي تكون حول الفسطاط، وبيت مسردق: ذو سرادق وقيل: هو دخان يحيط بالكفار قبل دخولهم النار. وقيل: حائط من نار يطيف بهم {يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ} كقوله:
...... فأعتبوا بالصّيلم

وفيه تهكم. والمهل: ما أذيب من جواهر الأرض. وقيل: دردىّ الزيت {يَشْوِي الْوُجُوهَ} إذا قدم ليشرب انشوى الوجه من حرارته. عن النبي صلى اللّه عليه وسلم: هو كعكر الزيت، فإذا قرب إليه سقطت فروة وجهه {بِئْسَ الشَّرابُ} ذلك {وَساءَتْ} النار {مُرْتَفَقًا} متكا من المرفق، وهذا لمشاكلة قوله: {وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا} وإلا فلا ارتفاق لأهل النار ولا اتكاء، إلا أن يكون من قوله:
إنىّ أرقت فبتّ اللّيل مرتفقا ** كأنّ عينى فيها الصّاب مذبوح

.[سورة الكهف: الآيات 30- 31].

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا (30) أُولئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ نِعْمَ الثَّوابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا (31)}.
{أُولئِكَ} خبر إن و{إِنَّا لا نُضِيعُ} اعتراض، ولك أن تجعل {إِنَّا لا نُضِيعُ} و{أُولئِكَ} خبرين معا. أو تجعل {أُولئِكَ} كلاما مستأنفا بيانا للأجر المبهم. فإن قلت: إذا جعلت {إِنَّا لا نُضِيعُ} خبرا، فأين الضمير الراجع منه إلى المبتدأ؟ قلت: {مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} و{الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ} ينتظمهما معنى واحد، فقام {مَنْ أَحْسَنَ} مقام الضمير. أو أردت: من أحسن عملا منهم، فكان كقولك: السمن منوان بدرهم. من الأولى للابتداء، والثانية للتبيين.
وتنكير أَساوِرَ لإبهام أمرها في الحسن. وجمع بين السندس: وهو ما رقّ من الديباج، وبين الإستبرق: وهو الغليظ منه، جمعا بين النوعين. وخص الاتكاء، لأنه هيئة المنعمين والملوك على أسرتهم. اهـ.

.قال النسفي:

{الحمد لِلَّهِ الذي أَنْزَلَ على عَبْدِهِ}.
محمد صلى الله عليه وسلم {الكتاب} القرآن، لقن الله عباده ووفقهم كيف يثنون عليه ويحمدونه على أجزل نعمائه عليهم وهي نعمة الإسلام، وما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم من الكتاب الذي هو سبب نجاتهم {وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا} أي شيئًا من العرج والعوج في المعاني كالعوج في الأعيان، يقال في رأيه عوج وفي عصاه عوج، والمراد نفي الاختلاف والتناقض عن معانيه وخروج شيء منه من الحكمة {قَيِّمًا} مستقيمًا وانتصابه بمضمر وتقديره، جعله قيمًا لأنه إذا نفى عنه العوج فقد أثبت له الاستقامة، وفائدة الجمع بين نفي العوج وإثبات الاستقامة وفي أحدهما غنى عن الآخر التأكيد، فرب مستقيم مشهود له بالاستقامة ولا يخلو من أدنى عوج عند التصفح، أو قيمًا على سائر الكتب مصدقا لها شاهدًا بصحتها {لّيُنذِرَ} أنذر متعدٍ إلى مفعولين كقوله: {إِنَّا أنذرناكم عَذَابًا قَرِيبًا} [النبأ: 40] فاقتصر على أحدهما، وأصله لينذر الذين كفروا {بَأْسًا} عذابًا {شَدِيدًا} وإنما اقتصر على أحد مفعولي أنذر لأن المنذر به هو المسوق إليه فاقتصر عليه {مِن لَّدُنْهُ} صادرًا من عنده {وَيُبَشّرُ المؤمنين الذين يَعْمَلُونَ الصالحات أَنَّ لَهُمْ} أي بأن لهم {أَجْرًا حَسَنًا} أي الجنة، {ويبشر} حمزة وعليَّ.
{مَّاكِثِينَ} حال من هم في {لهم} {فِيهِ} في الأجر وهو الجنة {أَبَدًا وَيُنْذِرَ الذين قَالُواْ اتخذ الله وَلَدًا} ذكر المنذرين دون المنذر به بعكس الأول استغناء بتقديم ذكره.
{مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ} أي بالولد أو باتخاذه يعني أن قولهم هذا لم يصدر عن علم ولكن عن جهل مفرط فإن قلت: إتخاذ الله ولدًا في نفسه محال فكيف قيل {ما لهم به من علم} قلت: معناه ما لهم به من علم لأنه ليس مما يعلم لاستحالته وانتفاء العلم بالشيء إما للجهل بالطريق الموصل إليه، أو لأنه في نفسه محال.
{وَلاَ لائَبَائِهِمْ} المقلدين {كَبُرَتْ كَلِمَةً} نصب على التمييز وفيه معنى التعجب كأنه قيل: ما أكبرها كلمة! والضمير في {كبرت} يرجع إلى قولهم {اتخذ الله ولدًا} وسميت كلمة كما يسمعون القصيدة بها {تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ} صفة لـ: {كلمة} تفيد استعظامًا لاجترائهم على النطق بها وإخراجها من أفواههم، فإن كثيرًا مما يوسوسه الشيطان في قلوب الناس من المنكرات لا يتمالكون أن يتفوهوا به بل يكظمون عليه فكيف بمثل هذا المنكر {إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا} ما يقولون ذلك إلا كذبًا هو صفة لمصدر محذوف أي قولًا كذبًا {فَلَعَلَّكَ باخع نَّفْسَكَ} قاتل نفسك {على ءاثارهم} أي آثار الكفار، شبهه وإياهم حين تولوا عنه ولم يؤمنوا به وما تداخله من الأسف على توليهم برجل فارقه أحبته فهو يتساقط حسرات على آثارهم ويبخع نفسه وجدًا عليهم وتلهفا على فراقهم {إِن لَّمْ يُؤْمِنُواْ بهذا الحديث} بالقرآن {أَسَفًا} مفعول لهُ أي لفرط الحزن، والأسف المبالغة في الحزن والغضب {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأرض زِينَةً لَّهَا} أي ما يصلح أن يكون زينة لها ولأهلها من زخارف الدنيا وما يستحسن منها {لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُم أَحْسَنُ عَمَلًا} وحسن العمل الزهد فيها وترك الاغترار بها.
ثم زهد في الميل إليها بقوله: {وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا} من هذه الزينة {صَعِيدًا} أرضًا ملساء {جُرُزًا} يابسًا لا نبات فيها بعد أن كانت خضراء معشبة، والمعنى نعيدها بعد عمارتها خرابًا بإماتة الحيوان وتجفيف النبات والأشجار وغير ذلك.
ولما ذكر من الآيات الكلية تزيين الأرض بما خلق فوقها من الأجناس التي لا حصر لها وإزالة ذلك كله كأن لم يكن قال: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أصحاب الكهف والرقيم} يعني أن ذلك أعظم من قصة أصحاب الكهف وإبقاء حياتهم مدة طويلة، والكهف: الغار الواسع في الجبل والرقيم اسم كلبهم أو قريتهم أو اسم كتاب كتب في شأنهم أو اسم الجبل الذي فيه الكهف {كَانُواْ مِنْ ءاياتنا عَجَبًا} أي كانوا آية عجبًا من آياتنا وصفًا بالمصدر أو على ذات عجب {إِذْ} أي اذكر إذ {أَوَى الفتية إِلَى الكهف فَقَالُواْ رَبَّنَا ءاتِنَا مِن لَّدُنكَ رحمةً} أي رحمة من خزائن رحمتك وهي المغفرة والرزق والأمن من الأعداء {وَهَيّىء لَنَا مِنْ أَمْرِنَا} أي الذي نحن عليه من مفارقة الكفار {رَشَدًا} حتى نكون بسببه راشدين مهتدين، أو اجعل أمرنا رشدًا كله كقولك رأيت منك أسدًاأو يسر لنا طريق رضاك {فَضَرَبْنَا على ءاذَانِهِمْ في الكهف} أي ضربنا عليها حجابًا من النوم يعني أنمناهم إنامة ثقيلة لا تنبههم فيها الأَصوات فحذف المفعول الذي هو الحجاب {سِنِينَ عَدَدًا} ذوات عدد فهو صفة لسنين.
قال الزجاج: أي تعد عددًا لكثرتها لأن القليل يعلم مقداره من غير عدد فإذا كثر عُدَّ فأما {دراهم معدودة} [يوسف: 20] فهي على القلة لأنهم كانوا يعدون القليل ويزنون الكثير {ثُمَّ بعثناهم} أيقظناهم من النوم {لِنَعْلَمَ أَيُّ الحِزْبَيْنِ} المختلفين منهم في مدة لبثهم لأنهم لما انتبهوا اختلفوا في ذلك وذلك قوله: {قَالَ قَائِلٌ مّنْهُمْ كَم لَبِثْتُمْ قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُواْ رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ} وكان الذين قالوا {ربكم أعلم بما لبثتم} هم الذين علموا أن لبثهم قد تطاول، أو أي الحزبين المختلفين من غيرهم {أحصى لِمَا لَبِثُواْ أَمَدًا} غاية.
و{أحصى} فعل ماض و{أمدا} ظرف لـ: {أحصى} أو مفعول له، والفعل الماضي خبر المبتدأ وهو أي والمتبدأ مع خبره سد مسد مفعولي نعلم.
والمعنى أيهم ضبط أمدًا لأوقات لبثهم وأحاط علمًا بأمد لبثهم؟ ومن قال: {أحصى} أفعل من الإحصاء وهو العد فقد زل لأن بناءه من غير الثلاثي المجرد ليس بقياس.
وإنما قال: {لنعلم} مع أنه تعالى لم يزل عالمًا بذلك، لأن المراد ما تعلق به العلم من ظهور الأمر لهم ليزدادوا إيمانًا واعتبارًا، وليكون لطفًا لمؤمني زمانهم، وآية بينة لكفاره.
أو المراد لنعلم اختلافهما موجودًا كما علمناه قبل وجوده.
{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نبَأَهُم بالحق} بالصدق {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ} جمع فتى والفتوة بذل الندى وكف الأذى وترك الشكوى واجتناب المحارم واستعمال المكارم.
وقيل: الفتى من لا يدعي قبل الفعل ولا يزكي نفسه بعد الفعل {ءَامَنُواْ بِرَبّهِمْ وزدناهم هُدًى} يقينا، وكانوا من خواص دقيانوس قد قذف الله في قلوبهم الإيمان وخاف بعضهم بعضًا وقالوا: ليخل اثنان اثنان منا فيظهر كلاهما ما يضمر لصاحبه ففعلوا فحصل اتفاقهم على الإيمان {وَرَبَطْنَا على قُلُوبِهِمْ} وقويناها بالصبر على هجران الأوطان والفرار بالدين إلى بعض الغيران وجسرناهم على القيام بكلمة الحق والتظاهر بالإسلام {إِذْ قَامُواْ} بين يدي الجبار وهو دقيانوس من غير مبالاة به حين عاتبهم على ترك عبادة الأصنام {فَقَالُواْ رَبُّنَا رَبُّ السماوات والأرض} مفتخرين {لَن نَّدْعُوَاْ مِن دُونِهِ إلها} ولئن سميناهم آلهة {لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا} قولًا ذا شطط وهو الإفراط في الظلم والإبعاد فيه من شط يشط ويشط إذا بعد.
{هَؤُلاء} مبتدأ {قَوْمُنَا} عطف بيان {اتخذوا مِن دُونِهِ ءالِهَةً} خبر وهو إخبار في معنى الإنكار {لَّوْلاَ يَأْتُونَ عَلَيْهِم} هلا يأتون على عبادتهم فحذف المضاف {بسلطان بَيّنٍ} بحجة ظاهرة وهو تبكيت لأن الإتيان بالسلطان على عبادة الأوثان محال {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افترى عَلَى الله كَذِبًا} بنسبة الشريك إليه.
{وَإِذِ اعتزلتموهم} خطاب من بعضهم لبعض حين صممت عزيمتهم على الفرار بدينهم {وَمَا يَعْبُدُونَ} نصب عطف على الضمير أي وإذ اعتزلتموهم وإذ اعتزلتم معبوديهم {إِلاَّ الله} استثناء متصل لأنهم كانوا يقرون بالخالق ويشركون معه غيره كأهل مكة، أو منقطع أي وإذ اعتزلتم الكفار والأصنام التي يعبدونها من دون الله، أو هو كلام معترض إخبار من الله تعالى عن الفتية أنهم لم يعبدوا غير الله {فَأْوُواْ إِلَى الكهف} صيروا إليه أو اجعلوا الكهف مأواكم {يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مّن رَّحْمَتِهِ} من رزقه {وَيُهَيّىء لَكُمْ مّنْ أَمْرِكُمْ مّرْفَقًا} {مَرفقًا} مدني وشامي وهو ما يرتفق به أي ينتفع.
وإنما قالوا ذلك ثقة بفضل الله وقوة في رجائهم لتوكلهم عليه ونصوع يقينهم، أو أخبرهم به نبي في عصرهم {وَتَرَى الشمس إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ} بتخفيت الزاي: كوفي، {تزَّور} شامي، {تزَّاور} غيرهم وأصله تتزاور فخفف بإدغام التاء في الزاي أو حذفها والكل من الزور وهو الميل، ومنه زاره إذا مال إليه، والزور الميل عن الصدق {عَن كَهْفِهِمْ} أي تميل عنه ولا يقع شعاعها عليهم {ذَاتَ اليمين} جهة اليمين وحقيقتها الجهة المسماة باليمين {وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ} تقطعهم أي تتركهم وتعدل عنهم {ذَاتَ الشمال وَهُمْ في فَجْوَةٍ مّنْهُ} في متسع من الكهف.
والمعنى أنهم في ظل نهارهم كله لا تصيبهم الشمس في طلوعها ولا غروبها مع أنهم في مكان واسع منفتح معرض لإصابة الشمس لولا أن الله يحجبها عنهم.
وقيل: منفسح من غارهم ينالهم فيه روح الهواء وبرد النسيم ولا يحسون كرب الغار {ذلك مِنْ آيات الله} أي ما صنعه الله بهم من إزورار الشمس وقرضها طالعة وغاربة آية من آيات الله يعني أن ما كان في ذلك السمت تصيبه الشمس ولا تصيبهم اختصاصًا لهم بالكرامة.
وقيل: باب الكهف شمالي مستقبل لبنات نعش فهم في مقنأة أبدًا، ومعنى ذلك من آيات الله أن شأنهم وحديثهم من آيات الله {مَن يَهْدِ الله فَهُوَ المهتد} مثل ما مر في سبحان وهو ثناء عليهم بأنهم جاهدوا في الله وأسلموا له وجوههم فأرشدهم إلى نيل تلك الكرامة السنية {وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّا مُّرْشِدًا} أي من أضله فلا هادي له.
{وَتَحْسَبُهُمْ} بفتح السين: شامي وحمزة وعاصم غير الأعشى، وهو خطاب لكل أحد {أَيْقَاظًا} جمع يقظ {وَهُمْ رُقُودٌ} نيام.
قيل: عيونهم مفتحة وهم نيام فيحسبهم الناظر لذلك أيقاظًا {وَنُقَلّبُهُمْ ذَاتَ اليمين وَذَاتَ الشمال} قيل: لهم تقلّبتان في السنة.
وقيل: تقلبة واحدة في يوم عاشوراء {وَكَلْبُهُمْ باسط ذِرَاعَيْهِ} حكاية حال ماضية لأن اسم الفاعل لا يعمل إذا كان في معنى المضي {بالوصيد} بالفناء أو بالعتبة {لَوِ اطلعت عَلَيْهِمْ} لو أشرفت عليهم فنظرت إليهم {لَوْلَّيْتَ مِنْهُمْ} لأعرضت عنهم وهربت منهم {فِرَارًا} منصوب على المصدر لأن معنى {وليت منهم} فررت منهم {وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ} ويتشديد اللام: حجازي للمبالغة {رُعْبًا} تمييز.
وبضم العين: شامي وعلي، وهو الخوف الذي يرعب الصدر أي يملؤه وذلك لما ألبسهم الله من الهيبة أو لطول أظفارهم وشعورهم وعظم أجرامهم.